بسم الله الرحمان الرحيم،
والصلاة والسلام على أزكى الخلق وخير الأنام سيدنا محمد،
أهلا بكم بموضوعي الجديد عن سلسلة "ضفاف البساط الأخضر"، متمنيا أن تنال إستحسانكم!
أترقب يوم مباراة فريقي على أحر من الجمر، سألاقي أعز الأصدقاء يومها، وسأصطحب برفقتي من الأقارب ما طابت نفوسهم لرؤية المباراة،
بدأت نفسي تتخيل أجواء اللقاء و تضع الخطط المرتقبة لفريقي، وآلاف الصيحات من المدرجات تتناهى إلى مسامعي أياما قبل المباراة ... هبت ريح صباح المباراة،
إستيقظت مبتهجا فأنا على موعد هام من الإستمتاع، أفرغت نفسي من كل الواجبات حثى يتسنى لي رؤية المباراة بكل هدوء،
جاء وقت الزينة ثم الخروج إلى مرافقي إلى الملعب ... تم اللقاء وها نحن بخطى "المولع" نتقدم إلى الملعب،
ليس هناك أي إهتمام بالآخرين بالنظام أو بالتنظيم خارج الأسوار، فالكل فكره فقط مشغول بما سيقع داخل الأسوار .. تم الولوج إلى الملعب بسلاسة،
النظرة الأولى علىضفاف البساط الأخضر ملكتني شعورا جميلا وعذبا وكأنني سٱتابع عرضا مسرحيا بزمن الروم ...عن جماهير الأمس!
عن جماهير اليوم! لن أدخل في تفاصيل أيام الترقب، لأن كل الوسائل ٱتيحت لتعكير أجواء ماقبل اللقاء،
إعلام وضيع و تجمعات إفتراضية تقوم فقط بالشحن السلبي للنفوس، إلا من رحم ربي ولا يهمه إلا كيف سيشجع فريقه الغالي إما بحفظ أغاني تخص فريقه،
أو بإقتناء منتوجات تحمل إسمه ... هبت ريح صباح المباراة، أحسست أن الريح اليوم عاتية،
لكن سألج المباراة مهما كلفني، تجنبت إصطحاب أقاربي حثى أضمن حريتي وإكتفيت بشلتي فذالك مريح لنفسيتي،
كل الطرق تؤدي إلى الملعب تشهد حركة غير عادية، أمن مستنفر يصب جم غضبه على المشجعين،
طرق صاخبة بالهتافات وأحيانا بصراخ النجدة .. تم اللقاء بشلتي و وجهتنا مكان محدد علىضفاف البساط الأخضر،
هذا صحفي يكتب عن هذا ويخفي عن ذاك! وهذا شرطي يستنفره هذا ويراضيه ذاك! وهذا مشجع الخصم عيوننا فيه ثاقبة "لفظيا أقصد" وهؤلاء ممثلينا من على الضفاف،
بعضهم يرهبك و آخرون يجعلونك تتمنى أن تنضم للتشجيع رفقتهم ... تم الدخول إلى الملعب،
إحتفال غير عادي يسبق اللقاء و الشوق كل الشوق في رؤية لوحات الجماهير من على المدرجات، و الرهب كله من مشاداتهم،
وكأنني أحضر فيلما سينمائيا مافاده التشويق و الإثارة تارة و الرعب تارة ٱخرى!
لنتحدث عن المقاربة بين كلا الجماهير، أتمنى أن يروقكم تصويري للأمور، فملعب الأمس أشبه بالمسرح الروماني الأنيق، و ملعب اليوم أشبه بالسينما التي لا تتوقع مشاهدها، صدقوني لو إجتمعت إيجابيات جمهور الأمس مع إيجابيات جمهور اليوم سنكون في قمة الرقي التشجيعي وسنروج لفن مناصرة لا مثيل له،
فآساليب المناصرة التي حضرتنا حديثا تفتقد عنصر الهدوء الذي يميز ٱناس الأمس،
أنا لا أنتقد نهائيا الحداثة و التطور الذي شهدته البلاد العربية من حيث تشجيع الفرق، فقط أتمنى تزكيتها بروح تقبل الهزيمة و تهذيب النفس قبل وبعد المباراة.
دمتم بود